الأحد، 23 ديسمبر 2012

مسلمة


^
بقدر ما يملؤني التفاؤل بقدر ما يزاحمه الحزن والإحباط  خااااصة من الملتزمين والملتزمات بدين الله ..  وسأكتفي اليوم بالحديث عن الأخوات فقط.. أحيانا أجد نفسي أنادي وما من سامع لندائي من البشر وكأنني في بئر عميق مهجور في وسط قفار وصحراء.. أو أنني أنادي فيصطدم ندائي بحائط ويعود لي ..
 ما دفعني لقول هذا الكلام أنني أرى أمام عيني خنوع وخضوع وتخاذل وتواكل ألبسه البعض من الأخوات لباس الدين، تبريرا لضعفهم وهوانهم ورميا بالمسؤولية على الذكور .. إلا من رحم ربي طبعا فلا أعمم.
حين أرى أخت في الله ما شاء الله عليها ملتزمة بحجاب شرعي أو نقاب كلامها وحديثها يملؤه الأحاديث النبوية والآيات القرآنية ... يملؤني الفرح وتغمرني السعادة .. لكن كما يقول إخواننا المصريين "يا فرحة ما تمت" .. حين أراها تستعمل آية "وقرن في بيوتكن" كلباس يغطي ضعفها وهوانها في إثبات نفسها والدفاع عن دينها والتمكين له ... لكي لا تكون عنصرا فاعلا في المجتمع ... لكي لا تكون عنصرا فاعلا في عائلتها نافعا لنفسها وزوجها وأبنائها .. لكي لا تطلب حتى العلم الشرعي بدعوى أنها لا تخرج فالدنيا اختلاط وفتن ..  لكي لا تعتمد على نفسها في شيء حتى وإن توفي زوجها أو دخل سجن وجدت نفسها في حالة ضياع كبير ... وحين تحدّثها عن ضرورة أن تكون عنصر فاعل في الدعوة لله وفي طلب العلم..  وفي تمثيل نفسها وأخواتها والدفاع عن حقوقها ..تقول "لا أخرج اتقاء لله من الفتن  والله لن يضيعني وتحتج  بآية " وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا" ..
صدقوني يعجز اللسان عن الكلام والألم يستبد بي وأنا أرى كيف يستميت أعداء الدين في محاربتنا بكل الطرق ونحن نلبس ضعفنا وهواننا لباس دين..  آيات قرآنية وأحاديث نبوية نستعملهم في غير محلهم لكي نبرر لأنفسنا وغيرنا " ضعفنا "
كيف لنا أن ندافع على وجودنا وننشر ديننا ونمكّن له ونحن نفضّل التواكل على التوكّل والعلم والعمل.. ؟  من سيتكلم بألسنتنا ويدافع عنا وعن حقوقنا ونحن نترك المجال للغير ليجعلنا مواطنين مرتبة ثانية أو لا يعتبرنا مواطنين أصلا .. ؟
 أقارن حالنا بحال أسلافنا الأطهار ونسائهم العظيمات اللاتي حفرن أسماؤهن في تاريخنا ..
وتمر على خاطري  أمثلة كثيرة من النساء اللاتي يجب أن نحتذي بهن ولا أذكر لكم الآن إلا المحاربة أم المحاربين نسيبة بنت كعب  فأتنهد بعمق وأقول في نفسي "أين نحن من هذه المرأة العظيمة  والله إن قصتها تلامس قلبي وتجعل الدماء تثور في عروقي ... فأشعر بقوتي تغلب ضعفي وحماستي تطغى على عاطفتي وتسري في عروقي وشرايين ...  
وإليكم قصتها
(نسيبة بنت كعب)
"
ما التفتُّ يومَ أُحد يمينًا ولا شمالا إلا وأراها تقاتل دوني" .
يقول النبي صلى الله عليها وسلم عنها
: "لمَقَاَم نسيبة بنت كعب اليومَ خيرٌ من مقامِ فلان وفلان" (ابن سعد)..
وتقول عن نفسها:
رأيتُنى وقد انكشف الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم، فما بقى إلا فى نفر لا يتمُّون عشرة، وأنا وابناى وزوجى بين يديه نذبّ عنه (ندافع عنه)، والناس يمرون به منهزمِين، ورآنى لا تِرْسَ معي، فرأى رجلاً موليًا معه ترس، فقال صلى الله عليه وسلم لصاحب الترْس: "ألْقِ تِرْسَكَ إلى مَنْ يقاتل". فألقى تِرْسَه، فأخذتُه، فجعلتُ أتَتَرَّسُ به عن النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما فعل بنا الأفاعيل أصحابُ الخيل، لو كانوا رجالاً مثلنا، أصبناهم إن شاء اللّه، فأقبل رجل على فرس، فضربنى وتترستُ له، فلم يصنع سيفُه شيئًا، وولَّي، فضربتُ عرقوب فرسه، فوقع على ظهره، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصيح: يا ابنَ أم عمارة، أمك أمك، فعاونني عليه حتى أوردته شَعُوب (الموت). فسمعـتُ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "بارك اللّه عليكم من أهل بيت، رحمكم اللّه -أهل البيت-" [ابن سعد].
وقال النبي صلى الله عليه وسلم  : "
اللهم اجعلهم رفقائى فى الجنة" [ابن سعد].
فقالت أم عمارة: ما أبالى ما أصابنى من الدنيا.

ويقول ابنها عبد الله بن زيد: جُرِحْتُ يومئذٍ جرحًا، وجعل الدم لا يرقأ (لا يسكن عن الانقطاع)، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "اعصب جرحك"، فتُقبل أمى إلي، ومعها عصائب فى حقوها، فربطتْ جرحي، والنبى  صلى الله عليه وسلم واقف ينظر إلي، فقال: "انهض بُنَى فَضارب القوم". وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ومن يطيق ما تطيقين يا أم عمارة".
 قالت: وأقبل الرجل الذي ضرب ابني، فقال صلى الله عليه وسلم: "هذا ضارب ابنك". فاعترضتُ له فضربتُ ساقه، فبركَ. فرأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يبتسم حتى رأيتُ نواجذه، وقال : "استقدتِ (أخذتِ ثأركِ) يا أم عمارة"، ثم أقبلنا نُعِلُّهُ (تتابع ضربه) بالسلاح حتى أتينا على نَفَسِه. فقال صلى الله عليه وسلم: "الحمد لله الذي ظفرك" (ابن سعد).

إنها السيدة نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف الأنصاري، المعروفة بأم عمارة، وأمها الرباب بنت عبد الله بن حبيب بن زيد، أنموذج حـَى من نماذج النساء المؤمنات المخلصات، وواحدة من امرأتين حضرتا بيعة العقبة الثانية، وتقول فى ذلك: كانت الرجال تصفِّق على يدى رسول الله ( ليلة العقبة، والعباس آخذ بيد النبي ( ، فلما بقيتُ أنا وأم منيع أختي؛ نادى زوجى "غُزية بن عمرو": يا رسول الله هاتان امرأتان حضرتا معنا يبايعانك، فقال النبي ) : "قد بايعتُهما على ما بايعتُكم عليه، إنى لا أصافح النساء" [ابن سعد
.
جاهدتْ فى الله بكل ما أوتيتْ من قوة، ونذرت نفسها لإعلاء كلمة اللّه، فقاتلتْ يوم أُحد وجُرِحت اثنتى عشرة جراحة، وداوت جرحًا فى عنقها لمدة سنة حتى قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم : "لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان" [ابن سعد]، ولما نادى النبي  إلى حمراء الأسد، شدت عليها ثيابها، فما استطاعت من نزف الدم، كما شهدت الحديبية وخيبر وحنينًا ويوم اليمامة..
كانت نسيبة تحافظ على حضور الجماعة مع النبي ( كبقية النساء آنذاك، فتسمع منه الدروس وتتعلم أدب الإسلام
.
ولما بلغها أن ابنها "حبيبًا" قتله مسيلمة الكذاب، ومثَّل به -حين بعثه أبو بكر إليه؛ ليدعوه إلى الإسلام ويُرْجِعُهُ عن افتراءاته وكذبه- عاهدتْ الله أن لا تموت دون هذا الكذَّاب؛ لهذا جاءت الصديق أبا بكر -عندما أراد إرسال الجيش إلى اليمامة لمحاربة المرتدين ومسيلمة الكذاب- تستأذنه فى الخروج مع الجيش، فقال لها: قد عرفنا بلاءَكِ فى الحرب، فاخرجي على اسم اللّه. وأوصى خالدَ بن الوليد بها خيرًا، وفى المعركة جاهدت وأبلت أحسن البلاء، وجُرحت أحد عشر جرحًا وقُطِعَتْ يدها، واستشهد ابنها الثانى عبد اللَّه، وذلك بعد أن شارك معها فى قتل مسيلمة عدو اللّه.
ول
ما هدأت الحرب وصارت أم عمارة إلى منزلها؛ جاءها خالد ابن الوليد يطلب من العرب مداواتها بالزيت المغلي، فكان أشد عليها من القطع، ولهذا كان أبو بكر الصديق -رضى الله عنه- يعودها - وهو خليفة - بعدما عادت من اليمامة؛ لأنه أكرم فيها إيمانها وصدقها وبطولتها، وعَرَفَ شهادة نبى الله صلى الله عليه وسلم  فيها؛ لهذا ظل يسأل عنها ويعودها، حتى شُفِيَتْ بإذن الله.وكان خالد بن الوليد يزورها ويعرف حقها ويحفظ فيها وصية سيد البشر صلى الله عليه وسلم.
تلك هي المسلمة المجاهدة الداعية المربية، التي تعدُّ الأبطال، وتربى الرجال، التي لا تعبأ بما يصيبها فى الدنيا، بعد أن دعا لها النبي ( برفقته فى الجنة، فكانت فى طليعة المؤمنات الصادقات، ورصَّعَتْ تاريخها على جبين التاريخ لتكون نموذجًا يُحتذي

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

" وقد تم مشاهدة مجموعة من الملتحين .. يحسبون على التيار السلفي ...."


6

" وقد تم مشاهدة مجموعة من الملتحين .. يحسبون على التيار
 السلفي ...."

من المضحكات المبكيات أن تسمع هته الجملة في إعلامنا  .. في بلدنا العربي المسلم المثقف ...  

هل أصبحنا نصنف الناس على أساس ملتحي ومنتقبة .. ؟
ما رأيكم لو يتم تصنيف المجتمع كله بهته الطريقة .. فإذا وجدنا فوضى يقوم بها شخص غير ملتحي أو فتاة غير محجبة .. نكتب في إعلامنا 
"وقد قام حليق الذقن بالاعتداء على ....وعلى .....  وقد قامت السافرة بسرقة كذا وكذا .... "
إذا أردتم التصنيف فصنّفوا المجتمع كلّه وليس مجموعة من الناس ..  ولا تصنّفوا فئة فقط على أساس لباسها أو مظهرها .. أو "لحيتها"

وتنسبون لهم صفة "سلفيين " ..
هل كُتب على جبين الملتحي أنه سلفي ؟
وهل أصبحت اللحية دليل على التديّن ؟
إذا فسليم عمامو المدوّن التونسي الذي يطالب بحرية تعاطي المخدرات والتجارة بها والذي ينادي بفتح المواقع الإباحية ... بعد أن أطال لحيته مؤخرا .. فقد أصبح ينتمي للتيار السلفي ..؟؟
أو أن كارل ماركس اليهودي الشيوعي ينتمي للتيار السلفي لأنه ملتحي ..
ما هذه التصنيفات بالله عليكم .. ؟ هل وصلت تفاهة إعلامنا لهته الدرجة من الانحطاط ؟؟

وهل السلفية أصبحت تهمة أصلا ؟

إذا فالمجتمع التونسي كله متّهم لأنه يتبّع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهذا في الواقع منهجنا كلنا..وليست تهمة بل شــرف يجب أن تفتخروا به... لأن فهمنا للقرآن ولأحكامه يعتمد على فهم سلف الأمة باختلاف اجتهاداتهم ..
وبمختلف توجهاتنا ومذاهبنا سوى كنا مُطبقين لكل تعاليم ديننا أو لبعضها ..  فمنهجنا سلفي ...
فيكفي تشويها للحقائق ويكفي تصوير المسلمين على أنهم فزّاعة ...بهدف إقصائهم .. وإقصاء الشريعة الإسلامية في الأساس من البلاد ..
الإسلاميون ليسوا مخلوقات من الفضاء, وليسم أصحاب مناصب أو أبراج عاجية منفصلة على المجتمع بل هم فئة كبيرة من هذا المجتمع و بالتالي حقهم أن يكون لهم تمثيل أو صوت سياسي في هذا البلد.. ولا يحق لأي كان إقصاؤهم أو تصنيفهم على أساس مظهرهم... .

بعض الناس يرفض حتى أن يسمع مخطط مرشح لمجرد أن له لحية أو أن انتماءه لحزب إسلامي.
علينا أن نعطي لأنفسنا الفرصة للتعرف على المشروع الإسلامي سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا ... الذي يطرحه السلفيين دون أحكام مسبقة..فلم يأتي الدين الإسلامي والقرآن الكريم لنُزيّن به بيوتنا ونضعه في رفوفنا وسيارتنا  أو ليبقى حبيس المساجد.... بل جاء ليكون دستورا للجنس البشري شامل كامل .. ومن المفروض أن هذا لا يخيفنا بل يطمئننا ..!
تعجبني كلمة سيد قطب: “الدين لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات, إنما يقودهم بالتقوى. و إذا حدث أن فسد الناس في جيل من الأجيال فإن إصلاحهم لا يتأتى من طريق التشدد في الأحكام؛ و لكن يتأتى من طريق إصلاح تربيتهم و قلوبهم و استحياء شعور التقوى في أرواحهم.”.
أخيرا الشعب ليس أحمقاً, فتوقفوا عن إخافته وتصوير السلفيين على أنهم فزّاعة وخطر على الأمة .. .

الثلاثاء، 1 مايو 2012

وأما بنعمة ربك فحدّث


تذكير
"و أما بنعمة ربك فحدّث"
هذه تذكرة من باب .. "وأما بنعمة ربك فحدّث".
 أنتم تعلمون أن في تونس لدينا نعم لا تعدّ ولا تحصى ولله الحمد والمنّة لمن أراد أن يخدم بلده وأن يساهم في بنائها ويستثمر خيراتها... خااااصة أبناؤها
..
أولا : لما لا تتذكرون
 المناخ فنحن لدينا 4 فصول بالتمام والكمال كل فصل ننعم بخيراته .. ولسائل أن يسأل لمذا أقول 4 فصول بالتمام والكمال.. والجواب :لأن في أغلب البلدان سوى الأوروبية أو الآسياوية أو الخليجية أو الإفريقية لديهم فصلين في السنة إن لم يكن فصل واحد .. ولن يحسّ بهذه النعمة إلا من خرج خارج تونس ورأى وأحس بما أقوله لكم ..
 فلما لا نستخدم هذه الميزة  نستثمر فيها مجهوداتنا وتفكيرنا ....
 لمذا لا نشكر الله الذي سخّر لنا هذا وما كنا له مقرنين ..
ثانيا : لما لا تذكرون
الطبيعة المرتبطة بصفة مباشرة بالمناخ والتي تعطينا بسخـــــــــاء.. حبوب وقمح وزيتون وتمر وخضر وغلال  للفلاحة وحتى من له حديقة صغيرة في باحة منزله وزرع فيها ما طاب ... ومناخنا يكتفي بإنمائها ...
هل تعلمون أن عددا من البلدان يستوردون خضرهم وغلالهم وزيتهم وزيتونهم وتمرهم و قمحهم ....منا نحن ومن غيرنا لأن مناخهم لا يسمح لهم بزرع وإنماء أي من هته المنتوجات ... فسبحان من سخر لنا هذا ... ونحن له متناسون...
ولا ننسى وفرة الأعشاب المتنوعة للأطباء وللطب البديل وللاستشفاء وللتجميل ...
والأشجار المتنوعة في الجبال والأماكن الطبيعية للنجّار والمصمم للديكور وللفقير في بيته وللمبدع والفنان .....
والعسل من النحل ولأي كان يسأل عن مشاريع تربية النحل كم هي مربحة بالرغم أنها لا تكلّف الكثير ...
والقطن والحرير لمن لا يعرف قيمتهما في بلدنا أن يسأل عن مكانة قطاع النسيج في تونس ..  ويمكنكم تخيّل ما يمكننا القيام به ... أذكر في السابق ما كان أجدادنا يقومون به باستعمال القطن فقط (صنعة إيدين فقط  فما بالكم إذا صاحبتها آلات متطورة) ..
ثالثا لما لا تذكرون:
المنتوجات الحيوانية التي أنعمها الله علينا والتي لا نحسها ولا نقدرها حق قدرها .. لدينا تربية الدواجن والطيور ... منها لحم وريش وبيض
 وتربية الغنم والماعز... منها لحم ولبن وصوف وجلد ...
ولدينا تربية الأرانب .. ولدينا عدد كبير من الأشياء التي لا تتوفر حقا في عدد من البلدان ولكنها متوفرة لنا ولا تكلّف الكثير...
أتذكر أننا في بيتنا عندما كنت صغيرة جدا أعطانا عمي أرنبين وضعناهما في الباحة الخلفية لمنزلنا ... وكانت الأرانب تحب أن تسكن في حفر تحفرها هي بنفسها.. ففي مدة وجيزة رأيت أن هناك عددا كبيرا من الأرانب الصغار التي خرجت من الحفرة.. وحينها لم أكن أعرف أن الأرانب تتوالد بسرعة وبعدد كبير ... وقد وزعنا بعضهم على الجيران لأننا لم نكن نملك متسعا كبيرا لوضعهم فيه .. 
فقط بعض التفكير وستعرفون ما لدينا من النعم
رابعا لما لا تذكرون البحر :
سبحان الله البحر في حد ذاته ثروة مائية فلنا أن نتمتع به وأن نستثمره... سوى متعة وسياحة وسباحة أو استشفاء... وأنتم أدرى بمناطقنا وبحرنا.. لا يمكن للخليجين مثلا أن يتمتعوا بالسباحة في خليجهم فهو مليء بالحمضيات والبترول والأوساخ وغيره .. فهل ترون النعمة التي أنتم فيها ..
 هل رأيتم المناطق الإستشفائية التي لدينا والتي يأتيها الناس من كل حدب وصوب .. وبالرغم من ذلك فإنها غير مُستغلة من طرفنا بالشكل المناسب ...
ثم ثمار البحر التي لا تعدّ ولا تحصى ... ما شاء الله والحمد لله ...... وللصيادين حتى البسطاء  الذين يصطادون بشبكة واحدة صغيرة أن يحدثوكم بنعم الله عليهم "الحقيقية" ... وليس ما نسمعه من تشكّيات في إعلامنا وغيره..

يا إخوتي كلما تذكرت نعمة من النعم التي لدينا في تونس .. أبقى مشدوهة كيف نتذمّر ونحن أمامنا عمل كبير لنبني تونس لنستغلها نحن ونحقق اكتفائنا الذاتي قبل أن يأتي من يستغلها من الخارج ونحن نكتفي بالمشاهدة ....
لا يغيّر الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.
مالذي يجعلنا لا نستغل ثرواتنا إلى حد الآن ونرمي بمشاكلنا على شمّاعة الدولة والحكومة والإستغلال وقلة الحيلة والعجز ووو ..
العاجز هو الذي لا يفكّر .
وليس هناك مستحيل ما دمت طليقا حرا ولديك ساعدين فإن لم تعمل في حقل الثقافة والعلم والتعليم الذي فيه أبواب كثيرة هو كذلك يمكننا طرقها ... فأمامك حقل الصناعة والفلاحة والنسيج والسياحة وعدد كبير من الأبواب والنعم التي سخّرها الله لنا في تونس بالذات .. فالحمد لله حمدا كثيرا ..
اللهم يسّر لنا فعل الخيرات وترك المنكرات وأعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك . والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .

الأحد، 26 فبراير 2012

لا تجعلني متطرّفا !!!


لا تجعلني متطرفا !!!
لا تُقصيني بل احتويني
ولا تُبعدني بل استوعبني


من المنطقي أن الإقصاء والاستبعاد يولّد التطرّف المضاد كردة فعل دفاعية سوى على الذات أو المعتقد أو الوجود والكينونة .. فلماذا نقصي يمينا أو يسارا بينما في وسعنا احتوائهم واستيعابهم و"تعليمهم" التعايش مع بعضهم البعض؟

ليس تحت راية "الحرية" التي يتشدّق بها البعض وكأن هناك شيء مطلق، بل تحت راية "الاحترام للآخر وللمجتمع والإنسانية".. هذه "حدود حرية" أي شخص مهما كان, فليس هناك حرية مطلقة في أي مكان وأي زمان..
وإن كانت كلمة التطرّف في الغالب ما يشار إليها بأنها تطرّف ديني إلا أنها يمكن أن تكون العكس أي تطرّفا لا ديني كذلك،
و في كلتا الحالتين هي تعتبر داء يجب علاجه وليس بتره..

فالمتأمل حال بلدنا تونس في مرحلة ما بعد الثورة لا يجب أن يستغرب وجود تيارات التطرف من كلتا الجهتين ولن ننكر وجودهما .. والسبب واضح وجلي لأن السياسة القمعية التي كانت الدولة تتبعها طيلة أكثر من نصف قرن أنتجت هته التيارات ..
سياسة معروفة وقد ذكرها
المؤرخ البريطاني هوبل في قوله:
إذا أردت أن تلغـــي شعــبا مـــا ، ابـــدأ بشــلِّ ذاكــرته التــاريخيـــة، ثم الـــغ ثقــــافتـــه وتـــاريــخــه واجعــلــه يتبــنى ثــقــافــة أخــرى غيــر ثقـــافـــته واختــرع لــه تــاريــخا آخر غير تــاريــخــه واجعــله يتـبنَّــاه ويــردِّده... عندئــد ينسى هذا الشعب من هو ؟ ماذا كان ؟
وبالتالي ينساه العالم

سياسة تخيّرت البتر عوض المعالجة . فقمعت وكممت أفواه وأرواح وأكثر من هذا فقد قمعت حتى نداء الروح الفطري فينا للدين ..
نعم هو نداء روح فطري للدين فعوض تقنينه واحتوائه قامت حكوماتنا بإسكاته ودفنه.. وماذا كانت النتيجة ؟

كانت النتيجة تطرفا من كلتا الناحيتين .. إنكار وفي المقابل انصهار .. أو انسلاخ وفي المقابل تغلغل:
إنكار للهوية وللدين من مَن تبنىّ هذا الفكر التغريبي طوال سنين وتربّى عليه أجيال، فوجدوا أنفسهم غرباء على هويتهم منبتّين ومنسلخين من جذورهم.. في حين أنهم تربو على أن ما
هم عليه هو صوت حداثة وتقدّم..فكانت ردّة فعلهم الطبيعية التمسّك بما تربّوا عليه والدفاع عليه خوفا من أن يجدوا أنفسهم مهمّشين ..
في المقابل انصهار وتغلغل في الدين من مَن وجد الطريق لمعرفة هويته ووجد منفذا ليشبع نداء وشوق الروح للفطرة الدينية لأنهم لم يجدوها في دراستهم ولا في مجتمعهم ولا في محيطهم العائلي إلا والخوف محاط بها وكأن الدين كان آفة...فكانت ردة فعلهم التمسّك بها كي لا تضيع من جديد..


وهكذا فإن سياسة البتر أفرزت تقرّحات.. ونرجو من الدولة الجديدة أن لا تواصل في سياسة البتر لأنها ستولّد تعفّنا وتنتشر عدوى خطيرة لن تستطيع السيطرة عليها .. ولتحاول استعمال سياسة الاحتواء والمصالحة مع الجذور والمستقبل.. سياسة استيعاب القاصي والداني.. سياسة الاحترام للجنس البشري.

توقيع : فردوس

السبت، 25 فبراير 2012

" كن كالغيث ...."


"كن كالغيث أينما وقع نفع"

"كن كالغيث أينما وقع نفع"


كلمات هزت كياني
تغلغلت في أعماق وجداني
وجدتني أحافظ عليها بين عينيا وأجفاني
أسعى لإستحقاقها بكل ما حواني
كلمات بسيطة لكنها حقا أصبحت تسري في شرياني
كأنني وجدت مهمتي ودوري في هاذا العالم الفاني
وجدت الهدف من وجودي وكياني


يا إخوتي لن أسألكم من منكم يريد أن يكون مميزا أو مؤثرا في مجتمعه ومحبوبا بين كل المخلوقات .. فالإجابة بديهية لكن السؤال لمذا نرضى أن نعيش في هذا العالم هامش وزيادة فيه دون دور أو هدف أو بصمة في حياتنا وفي حياة غيرنا؟

لمذا لا نكون مؤمنين حقا ونكون كالغيث أينما حلّ نفع ..؟؟

هب أنك أمام طفل صغير فحاولت إضحاكه بكلمة أو بحركة وفجأة يضحك الطفل من كل قلبه .. ماهو شعورك حينها ؟ ستشعر بالرضى من قلبك بل بسعادة لأنك نجحت في إسعاد غيرك.. وهذا هو الحال حين تنفع غيرك.

بمذا ننفع ؟
طرق المنفعة كثيرة وقد دل عليها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أولها الكلمة الطيبة فلنحافظ على هذا الأصل فينا في تعاملاتنا مع بعضنا البعض ومع حتى من يخالفنا قال سبحانه تعالى :
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ } [إبراهيم:24-25]
فإذا وقعت هته الكلمة في نفس مسلم إزداد إيمانه ورق قلبه وتأثر بك وبخلقك .. وإذا وقعت في نفس عاص أو كافر فستزرع بذرة أو تحيي بذرة خير في أنفسهم بكل تصرف وخلق حسن.. ستكون أنت من زرع تلك البذرة أو أحياها من جديد ولربما يكون بسببها من الموحدين ويكون لك الأثر في الدنيا والأجر في الآخرة فلا تتخلى عن الكلمة الطيبة يا إبن آدم فهي تبني مجتمعات وتؤلّف أرواحا وتسحر عقول وقلوب..

ولا تنسوا الصدقة التي تدفعونها حتى من دون دراهم وهي البشاشة والإبتسامة فسبحان من جعلها صدقة قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ( أنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق ) رواه مسلم
وقال – صلى الله عليه وسلم ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه الحاكم والبيهقي في شعب الإيمان
وعن جرير بن عبدالله رضى الله عنه قال : ( ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم ، ولا رآني إلا تبسم في وجهي ) رواه البخاري

أيها المسلم أسعد قلوب من حولك وليتسع صدرك لكل الخلق وأعنهم في الإنتصار على الكربات والمحن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ، ومن يسّر على معسر ، يسّر الله عليه في الدنيا والآخرة ، ومن ستر مؤمنا ستره الله في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما ، سهل الله له به طريقا إلى الجنة ، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم ، إلا نزلت عليهم السكينة ، وغشيتهم الرحمة ، وحفتهم الملائكة ، وذكرهم الله فيمن عنده ، ومن بطّأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ) رواه مسلم .

تعلمت لعدد من السنين با ابن آدم ..فلمذا لا تستثمر علمك وتنفع به غيرك ؟ تمر بك الأيام وليايليها وأنت ترى شهاداتك على الرفوف ولا تحاول أن تفيد بها غيرك حتى دون مقابل فالله رازقك... إفتح باب فكر وعلم لك ولغيرك يساعد مجتمعك وامتك على فهم الدين وعلى التغلب على من حارب الدين بالحجة والفكر والعلم والثقافة.. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من سئل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار ، ومن قال في القرآن بغير ما يعلم جاء يوم القيامة ملجما بلجام من نار " .

رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير باختصار قوله : في القرآن ، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح .
وحاول أن لا تكتفي من النهل من العلوم كالنحلة التي تقوم بجولة حول الوردات لتعطي عسلا .. عملها دؤوب .. فتعلّم
وعلّم وتذكّر قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الملائكة لتضع أجنحتها رضا لطالب العلم ، وإنه ليستغفر للعالم من في السماوات والأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب ) رواه أحمد .

فالعلماء هم أهل الذكر ، وهم أهل الخشية ، وشتان بين العالم والجاهل .

وأخيرا فلنذكر قول ابن تيمية: (ما يصنع بي أعدائي، أنا جنتي وبستاني في صدري، أين رحت فجنتي معي، أنا حبسي خلوه وقتلي شهادة ونفيي سياحة)
أيها المسلم
فليكن وقتك فيض من إيمانك نفع لعائلتك ومحيطك وأقرانك لا تركن للسلبية والتقوقع وعايش مجتمعك بكل أشكاله وألوانه وبث نفعك وخيرك في كل مكان .. كالشمس التي لا تشع على نفسها فقط بل على كل من حولها. كالغيث أينما حل نفع

بقلم فردوس

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Lady Gaga, Salman Khan