الجمعة، 19 أكتوبر 2012

" وقد تم مشاهدة مجموعة من الملتحين .. يحسبون على التيار السلفي ...."


6

" وقد تم مشاهدة مجموعة من الملتحين .. يحسبون على التيار
 السلفي ...."

من المضحكات المبكيات أن تسمع هته الجملة في إعلامنا  .. في بلدنا العربي المسلم المثقف ...  

هل أصبحنا نصنف الناس على أساس ملتحي ومنتقبة .. ؟
ما رأيكم لو يتم تصنيف المجتمع كله بهته الطريقة .. فإذا وجدنا فوضى يقوم بها شخص غير ملتحي أو فتاة غير محجبة .. نكتب في إعلامنا 
"وقد قام حليق الذقن بالاعتداء على ....وعلى .....  وقد قامت السافرة بسرقة كذا وكذا .... "
إذا أردتم التصنيف فصنّفوا المجتمع كلّه وليس مجموعة من الناس ..  ولا تصنّفوا فئة فقط على أساس لباسها أو مظهرها .. أو "لحيتها"

وتنسبون لهم صفة "سلفيين " ..
هل كُتب على جبين الملتحي أنه سلفي ؟
وهل أصبحت اللحية دليل على التديّن ؟
إذا فسليم عمامو المدوّن التونسي الذي يطالب بحرية تعاطي المخدرات والتجارة بها والذي ينادي بفتح المواقع الإباحية ... بعد أن أطال لحيته مؤخرا .. فقد أصبح ينتمي للتيار السلفي ..؟؟
أو أن كارل ماركس اليهودي الشيوعي ينتمي للتيار السلفي لأنه ملتحي ..
ما هذه التصنيفات بالله عليكم .. ؟ هل وصلت تفاهة إعلامنا لهته الدرجة من الانحطاط ؟؟

وهل السلفية أصبحت تهمة أصلا ؟

إذا فالمجتمع التونسي كله متّهم لأنه يتبّع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة وهذا في الواقع منهجنا كلنا..وليست تهمة بل شــرف يجب أن تفتخروا به... لأن فهمنا للقرآن ولأحكامه يعتمد على فهم سلف الأمة باختلاف اجتهاداتهم ..
وبمختلف توجهاتنا ومذاهبنا سوى كنا مُطبقين لكل تعاليم ديننا أو لبعضها ..  فمنهجنا سلفي ...
فيكفي تشويها للحقائق ويكفي تصوير المسلمين على أنهم فزّاعة ...بهدف إقصائهم .. وإقصاء الشريعة الإسلامية في الأساس من البلاد ..
الإسلاميون ليسوا مخلوقات من الفضاء, وليسم أصحاب مناصب أو أبراج عاجية منفصلة على المجتمع بل هم فئة كبيرة من هذا المجتمع و بالتالي حقهم أن يكون لهم تمثيل أو صوت سياسي في هذا البلد.. ولا يحق لأي كان إقصاؤهم أو تصنيفهم على أساس مظهرهم... .

بعض الناس يرفض حتى أن يسمع مخطط مرشح لمجرد أن له لحية أو أن انتماءه لحزب إسلامي.
علينا أن نعطي لأنفسنا الفرصة للتعرف على المشروع الإسلامي سياسيا واقتصاديا و اجتماعيا ... الذي يطرحه السلفيين دون أحكام مسبقة..فلم يأتي الدين الإسلامي والقرآن الكريم لنُزيّن به بيوتنا ونضعه في رفوفنا وسيارتنا  أو ليبقى حبيس المساجد.... بل جاء ليكون دستورا للجنس البشري شامل كامل .. ومن المفروض أن هذا لا يخيفنا بل يطمئننا ..!
تعجبني كلمة سيد قطب: “الدين لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات, إنما يقودهم بالتقوى. و إذا حدث أن فسد الناس في جيل من الأجيال فإن إصلاحهم لا يتأتى من طريق التشدد في الأحكام؛ و لكن يتأتى من طريق إصلاح تربيتهم و قلوبهم و استحياء شعور التقوى في أرواحهم.”.
أخيرا الشعب ليس أحمقاً, فتوقفوا عن إخافته وتصوير السلفيين على أنهم فزّاعة وخطر على الأمة .. .

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Lady Gaga, Salman Khan